لم تعد الإدارة في عالم اليوم مجرد مهارة أو خبرة تقليدية، بل أصبحت نظامًا معرفيًا معقّدًا يتطلب فهمًا عميقًا للتحولات الرقمية، وأثر الذكاء الاصطناعي على تنظيم العمل واتخاذ القرار. وفي هذا السياق، تبدو الثقافة الإدارية العربية التقليدية بحاجة ماسة إلى إعادة نظر، ليس بهدف نفيها أو استبدالها، بل لإعادة تشكيلها بما يجعلها صالحة للتفاعل مع منظومات العمل الجديدة. إن من أبرز التحولات التي فرضها عصر الذكاء الاصطناعي:
1. تسارع اتخاذ القرار القائم على البيانات والتحليل التنبؤي بدلًا من الحدس والعلاقات الشخصية.
2. التحول من القيادة الفردية إلى القيادة التشاركية المدعومة بالأنظمة الذكية.
3. صعود قيم جديدة في الإدارة مثل الشفافية، الكفاءة، التعلّم المستمر، والتكيف مع التغيير.
4. إعادة تعريف مفهوم السلطة داخل المؤسسات من نموذج السيطرة إلى نموذج التمكين.
لذلك، فإن بناء ثقافة إدارية عربية جديدة يجب أن ينطلق من الاعتراف بأن الواقع المؤسسي الحالي يعاني من فجوة بين الهيكل الإداري التقليدي والتكنولوجيا الحديثة، ويستدعي التحرك في الاتجاهات الآتية:
هذه الخطوات لا تُعد ترفًا فكريًا، بل ضرورة لبقاء المؤسسات العربية ضمن بيئة تنافسية عالمية متغيّرة. إن عدم تجديد الثقافة الإدارية في ظل هذه المتغيرات سيؤدي إلى مزيد من العجز المؤسسي، والاعتماد على الهياكل البيروقراطية غير الفاعلة، ويعطل مساهمة الموارد البشرية في بناء اقتصاد معرفي مستدام.
الاحد1-06-2025
Copyright © 2025 Golden Gate Center for Training and Management Consultation - All Rights Reserved.
We use cookies to analyze website traffic and optimize your website experience. By accepting our use of cookies, your data will be aggregated with all other user data.