Golden Gate Center for Training and Management Consultation
Golden Gate Center for Training and Management Consultation
  • Home
  • Contact Us
  • Consultation
  • Articles مقالات
  • About the Founder
  • More
    • Home
    • Contact Us
    • Consultation
    • Articles مقالات
    • About the Founder

  • Home
  • Contact Us
  • Consultation
  • Articles مقالات
  • About the Founder

بين الجمود والتجديد:تحديات تعزيز الابداع في المؤسسات العربية

الدكتور مؤيد السالم

 جاءني يوما طالب عربي يشكو من أن الإدارة العربية لا تشجع على الإبداع والتفكير خارج الصندوق، واستشهد بمقولة: "لا تفكر في المفقود كي لا تفقد الموجود". واضاف موضحا :ان هذا المثل واحد من عشرات الامثلة العربية التي يستشف منها ان الادارة لدينا لا تشجع على ابداع الموظفين بل بالعكس تعمل على وئد افكارهم وطموحاتهم عن طريق وضع العراقيل امامهم .واشار ايضا الى ان هذه الامثلة  تعكس فلسفة إدارية تقليدية تعتمد على الحفاظ على الوضع الراهن وتجنب المخاطرة، مما قد يقيد الابتكار والتقدم. فهل هذا النهج صحيح في عصر يتسم بالتغير السريع والمنافسة الشرسة؟  

هذه التسائلات تفتح  امامنا  نافذة على واقع مرير: فلسفة إدارية تقليدية ترفض التغيير، تخنق الأفكار الجديدة تحت وطأة "هكذا كان آباؤنا"، وتضع سقفاً منخفضاً للطموح كي لا يُحطم أحد "الموجود" بحثاً عن "الأفضل". فسألني – وكأنه يطرح سؤالاً على حضارة بأكملها –: "أفي زمنٍ تتهاوى فيه اليقينيات، وتتفجر فيه المعرفة كالبراكين، يليق بنا أن نبقى أسرى صندوق الممنوعات؟ أم آن الأوان أن نكسر القوالب قبل أن تُكسرنا رياح التخلف؟"  

هنا، حيث يصطدم الموروث بالضرورة، والتراث بالحداثة، ينبغي أن نعيد النظر: هل يمكن لمجتمعاتنا أن تواكب المستقبل وهي تُدار بمنطق الماضي؟!

السؤال يُضيء على مفترق طرقٍ حاسم: إما أن نبقى أسرى "منطق الماضي" – حيث الخوف من التغيير يُقدَّم على جرأة الابتكار – وإما أن ننطلق نحو "فلسفة المستقبل"، حيث يصبح التحدي هو القاعدة، والخطأ مجرد خطوة على سلم التقدم.  

في الاقتصاد المعرفي اليوم، المنظمات التي لا تبتكر تُصبح عرضة للاندثار. الإدارة العربية مطالبة بتبني ثقافة تشجع التجريب والتعلم من الفشل، بدلًا من اعتبار أي خطأ كارثة. وفي هذا السياق اتذكر مقولة   هنري فورد:  "الفشل هو مجرد فرصة للبدء من جديد بذكاء أكبر" .  

المفقود" قد يكون فرصة، وليس تهديدًا ، التركيز فقط على "الموجود" يحدّ من الرؤية الاستراتيجية. فـ"المفقود" – أو ما لم يُكتشف بعد – قد يكون مجالًا للتفوق التنافسي.لقد جسدت هذه الفكرة شركة امازون عندما تحولت من متجر صغير لبيع الكتب عبر الانترنت الى واحدة من اكبر الشركات التكنولوجية في العالم لأنها لم تكتف بـ"الموجود" بل استكشفت باستمرار ماهو "غير موجود"بعد.لو تمسكت أمازون ببيع الكتب فقط (أي "الموجود")، لربما بقيت شركة متوسطة الحجم، أو حتى اختفت أمام المنافسين!!!

خلاصة الكلام:الادارة التي تخشى المفقود تفقد المستقبل .صحيح ان المقولة "لا تفكر في المفقود كي لا تفقد الموجود" قد تنطوي على حكمة في بعض السياقات الشخصية، لكنها في الإدارة قد تكون عقبة أمام التطوير. لا يعني الإبداع التخلي عن الموجود، بل تحسينه وتجاوزه قبل أن يُجبرك المنافسون على ذلك. لا يمكن للادارة العربية تحقيق  التوازن بين الحفاظ على المكتسبات واغتنام الفرص الجديدة، اذا لم تنشط في توليد عقلية منفتحة على التغيير.  

الخميس 17-07-2025

Copyright © 2025 Golden Gate Center for Training and Management Consultation  - All Rights Reserved.

  • Contact Us

This website uses cookies.

We use cookies to analyze website traffic and optimize your website experience. By accepting our use of cookies, your data will be aggregated with all other user data.

Accept